1 قراءة دقيقة
الشيطان في القرآن الكريم
  • الشيطان
  • المطلب الأول: الجذر اللغوي
  • اختلف أهل اللغة في الجذر اللغوي للفظة الشيطان على قولين:
  • الأول: أنها مشتقة من الجذر (ش ط ن)، الذي يشير في أصل معناه إلى البعد والنأي، وقد سمي الشيطان بذلك لبعده عن أمر ربه، وعن الحق وتمرده، فهو بعيد عن الخير، وبعيد عن طباع البشر، وعلى ذلك فكل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان.
  • الثاني: أنها مشتقة من الجذر (ش ي ط)، الذي يدل على الاحتراق، وقد سمي الشيطان بذلك لأنه يحترق ويهلك إذا سمع صوت الحق.

 المطلب الثاني :الشيطان في القرآن الكريمورد ذكر الشيطان في القرآن 88 مرة على صيغتين:70 مرة بصيغة الإفراد، مثل قوله تعالى"فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا"18 مرة بصيغة الجمع، مثل قوله تعالى"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ"وقد جاءت لفظة (الشيطان) في الاستعمال القرآني بمعناها اللغوي، وهو: المتمرد الطاغي من الجن أو الإنس أو الدواب.المطلب الثالث : موارد الروح:بتأمل المواضع والسياقات التي ورد فيها ذكر(الشيطان)، يمكن القول بأن القرآن تحدث عن الشيطان في كل ما يتصل به من جوانب:أولاً: خلق الشيطانحيث تحدثت آيات كثيرة عن أصل خلق الشيطان، منها قوله تعالى:"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ" الأعراف:12ثانياً: أصل الشيطان:معلوم أن لفظ الشيطان عند الإطلاق يراد به إبليس وذريته، ولكن السؤال هنا ما هو أصل هذا المخلوق؟العلماء اختلفوا في ذلك على رأيين:- أن إبليس أصله من الملائكة، بدليل قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" البقرة: 34- أن إبليس أصله كان من الجنّ، بدليل قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" الكهف:50ثالثاً: عداوة الشيطان لبني آدم:تحدثت آيات كثيرة عن حجم عداوة الشيطان لبني آدم عامة، منها:قوله تعالى:"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير" فاطر:6وقوله تعالى:"قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" الإسراء:62رابعاً: وسائل الشيطان في الإغواء:تحدثت آيات كثيرة عن هذه الوسائل، منها:التضليل والإغراء بالأمنيات:ومن ذلك قوله تعالى:"وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" النساء: 119التزيين، وهو نوعان:تزيين القبيح، ومنه قوله تعالى:"وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام:43تقبيح الحسن، ومنه قوله تعالى:"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ" البقرة268الإنساء، ومن ذلك قوله تعالى:"اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المجادلة:19النزغ والمسّ:ومنه قوله تعالى:"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" الأعراف:200وقوله تعالى:"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" البقرة:275خامساً: عاقبة الشيطان في الدنيا والآخرة:اللعنة الدائمة في الدنيا، قال تعالى:"وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" الحجر:35الخلود في عذاب جهنم، قال تعالى:"قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ" الأعراف:18سادساً: برنامج مواجهة الشيطان:1- اللجوء إلى الله بالاستعاذة والدعاء، قال تعالى:"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" الأعراف:2002- عدم تتبع خطوات الشيطان، قال تعالى:"وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" البقرة:168سابعاً: الشيطان والأنبياء:تحدثت كثير من آيات القرآن عن محاولات الشيطان للنيل من الأنبياء والمرسلين، مع آدم، وموسى، ويوسف، وغيرهم.  

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.