المطلب الثاني :الشيطان في القرآن الكريمورد ذكر الشيطان في القرآن 88 مرة على صيغتين:70 مرة بصيغة الإفراد، مثل قوله تعالى"فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيۡطَٰنُ عَنۡهَا"18 مرة بصيغة الجمع، مثل قوله تعالى"وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ"وقد جاءت لفظة (الشيطان) في الاستعمال القرآني بمعناها اللغوي، وهو: المتمرد الطاغي من الجن أو الإنس أو الدواب.المطلب الثالث : موارد الروح:بتأمل المواضع والسياقات التي ورد فيها ذكر(الشيطان)، يمكن القول بأن القرآن تحدث عن الشيطان في كل ما يتصل به من جوانب:أولاً: خلق الشيطانحيث تحدثت آيات كثيرة عن أصل خلق الشيطان، منها قوله تعالى:"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ" الأعراف:12ثانياً: أصل الشيطان:معلوم أن لفظ الشيطان عند الإطلاق يراد به إبليس وذريته، ولكن السؤال هنا ما هو أصل هذا المخلوق؟العلماء اختلفوا في ذلك على رأيين:- أن إبليس أصله من الملائكة، بدليل قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ" البقرة: 34- أن إبليس أصله كان من الجنّ، بدليل قوله تعالى:"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ" الكهف:50ثالثاً: عداوة الشيطان لبني آدم:تحدثت آيات كثيرة عن حجم عداوة الشيطان لبني آدم عامة، منها:قوله تعالى:"إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِير" فاطر:6وقوله تعالى:"قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا" الإسراء:62رابعاً: وسائل الشيطان في الإغواء:تحدثت آيات كثيرة عن هذه الوسائل، منها:التضليل والإغراء بالأمنيات:ومن ذلك قوله تعالى:"وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ" النساء: 119التزيين، وهو نوعان:تزيين القبيح، ومنه قوله تعالى:"وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" الأنعام:43تقبيح الحسن، ومنه قوله تعالى:"الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ" البقرة268الإنساء، ومن ذلك قوله تعالى:"اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ" المجادلة:19النزغ والمسّ:ومنه قوله تعالى:"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" الأعراف:200وقوله تعالى:"الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ" البقرة:275خامساً: عاقبة الشيطان في الدنيا والآخرة:اللعنة الدائمة في الدنيا، قال تعالى:"وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ" الحجر:35الخلود في عذاب جهنم، قال تعالى:"قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ" الأعراف:18سادساً: برنامج مواجهة الشيطان:1- اللجوء إلى الله بالاستعاذة والدعاء، قال تعالى:"وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" الأعراف:2002- عدم تتبع خطوات الشيطان، قال تعالى:"وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ" البقرة:168سابعاً: الشيطان والأنبياء:تحدثت كثير من آيات القرآن عن محاولات الشيطان للنيل من الأنبياء والمرسلين، مع آدم، وموسى، ويوسف، وغيرهم.