كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يقسمون القرآن ويجزئونه على أيام الأسبوع، ويجعلون لكل يوم جزءاً منه يسمونه حزباً، وقد أخذوا ذلك من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لوفد ثقيف لما تأخر عنهم ليلة: فقالوا: يا رسول الله ما أمكثك عنا؟ قال: طرأ علي حزبي من القرآن، فأردت ألا أخرج حتى أقضيه، قال أوس راوي الحديث: فسألت أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور، وخمس سور، وسبع سور، وتسع سور، وإحدى عشرة سورة، وثلاث عشرة سورة، وحزب المفصل من ق حتى يختم. رواه أحمد، وابن ماجه.وتجزئة القرآن وتحزيبه على الوضع الذي هو عليه الآن، ليس من الأمور التوقيفية، وإنما وضعها العلماء اجتهاداً وتسهيلاً للحفظ والتلاوة ومعرفة مقدار ما يريد الشخص أن يحفظ أو يتلو.... وقد راعوا في ذلك الكمية، ولم يلتفتوا إلى غيرها، فربما تجد الجزء أو الحزب يبدأ من بداية السورة أو وسطها أو آخرها.وقد قسموا القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءاً، في كل جزء حزبان، وقسموا الجزء إلى أربعة أرباع، وبعضهم قسم الحزب إلى ثمانية أثمان، كل ذلك من أجل خدمة القرآن وتسهيل حفظه، فبعض الناس يناسبه حفظ ثمن وبعضهم يناسبه ربع.... وهكذا، وقد حدثت هذه التجزئة وهذا التحزيب في عهد التابعين على يد لجنة شكلها الحجاج بن يوسف الثقفي بأمر من عبد الملك بن مروان لما كثر اللحن، وهذه اللجنة بعضوية نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر العدواني، وهما من أجلِّ علماء التابعين، ومعهما الحجاج أمير العراق، فشكلوا المصحف، ووضعوا الأجزاء والأحزاب، وعلى هذا فترتيب الأجزاء بهذا الشكل أمر توقيفي، لأنها جاءت على ترتيب المصحف الذي قررنا أنه توقيفي
الجزء: قُسِّمَ القرآن الكريم إلى ثلاثين جزءا متقاربا حتى يتسنى قراءته في شهر، وقُسِّمَ الجزء إلى حزبين، فيما يلي بدايات الأجزاء الثلاثين:
١. الفاتحة
٢. سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا (البقرة ١٤٢).
٣. تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (البقرة ٢٥٣).
٤. كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ … (آل عمران ٩٣)، وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الـ ٩٢، وهي: لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ.
٥. وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ … (النساء ٢٤).
٦. لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ (النساء ١٤٨).
٧. لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا (المائدة ٨٢)، وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الـ ٨٣، وهي وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ.
٨. وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى … (الأنعام ١١١).
٩. قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ … (الأعراف ٨٨).
١٠. وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ … (الأنفال ٤١).
١١. إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ (التوبة ٩٣). وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الـ ٩٤، وهي يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ.
١٢. وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا (هود ٦).
١٣. وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي (يوسف ٥٣).
١٤. الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (الحجر ١). وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الثانية، وهي رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ.
١٥. سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى … (الإسراء ١).
١٦. قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (الكهف ٧٥).
١٧. اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ (الأنبياء ١).
١٨. قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (المؤمنون ١).
١٩. وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا (الفرقان ٢١).
٢٠. فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ (النمل ٥٦)، وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الـ ٦٠، وهي أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ….
٢١. وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (العنكبوت ٤٦)، وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الـ ٤٥، وهي اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ.
٢٢. وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ … (الأحزاب ٣١).
٢٣. وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (يس ٢٨). وعند بعض العلماء يبدأ من الآية الـ ٢٢، وهي وَمَا لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ.
٢٤. فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ (الزمر ٣٢).
٢٥. إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ … (فصلت ٤٧).
٢٦. حم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (الأحقاف ١-٢).
٢٧. قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (الذاريات ٣١).
٢٨. قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا … (المجادلة ١).
٢٩. تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الملك ١).
٣٠. عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (النبأ ١).